مشروع المؤسسة المندمج
يعتبر مشروع المؤسسة المندمج إطاراً شاملاً يهدف إلى تحسين جودة التعليم من خلال تفعيل دور المؤسسات التعليمية وتعزيز التعاون بين الفاعلين الاجتماعيين والتربويين. هذا المشروع يستند إلى مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تسعى إلى تجويد التعلمات وتطوير الكفايات الأساسية للمتعلمين، بالإضافة إلى تحقيق التكامل بين مختلف العمليات التدبيرية والتربوية.
في هذا السياق، يركز المشروع على تنظيم العمل الجماعي وتحديد الأهداف المشتركة التي تصب في مصلحة تحسين النتائج التعليمية. يتطلب المشروع تعبئة المحيط الداخلي والخارجي للمؤسسة لضمان بيئة تعليمية داعمة ومحفزة. كما يتم استحضار الإجراءات المتكاملة واستثمار كل الخبرات المتاحة لتحقيق الأهداف المرجوة.
يتناول المشروع الشخصي للمتعلمين كجزء أساسي من هذا الإطار، حيث يتم تحديد مسارات التعلم الفردية وتطوير المهارات والكفايات التي تساعد المتعلمين على تحقيق أهدافهم المهنية والشخصية. يتم ذلك من خلال اتباع منهجية شاملة تتضمن التشخيص والاستكشاف وتحديد الأولويات والبلورة والتخصيص والتصحيح والإنجاز.
من خلال هذه المقالة، سنستعرض بالتفصيل مفهوم مشروع المؤسسة المندمج وأهدافه، وكيفية تطبيقه في المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى استعراض الأسئلة الموجهة للاشتغال وعناصرها الفرعية التي تساعد في تحديد مسارات التعلم المختلفة وتطوير هوية المتعلمين. كما سنسلط الضوء على أهمية الكفايات الصلبة والناعمة في تحقيق التحول الاجتماعي والاقتصادي المطلوب.
هذه المقالة مستوحات من عرض تم اعداده من طرف الاستاذ المفتش عبد العزيز سنهجي بتاريخ شتنبر 2021
مفهوم المؤسسة التعليمية
أولا: مجموعة منظمة من الفاعلين الاجتماعيين:
- ثانيا: يجمع هؤلاء الفاعلين الاجتماعيين تنظيم مختلف الأدوار والعلاقات والأوضاع والتفاعلات.
- ثالثا: تجمعهم أيضا أهداف وقيم مشتركة، يسعون كلهم إلى تحقيقها.
- رابعا: يتم الاتفاق كذلك ضمنيا أو علنيا في إطار هذا التنظيم على معايير محددة لبلوغ تلك الأهداف، وذلك على أساس أن هذه الأهداف تتلخص في النهاية في تحقيق الأهداف العامة للمجتمع، الذي ينتمون إليه ويعملون في إطاره لتحقيق أهدافه المشتركة.
مفهوم مشروع المؤسسة حسب المنظرين الأوائل
مشروع المؤسسة: آلية للقيادة تراهن على تحقيق المزيد من الانسجام سواء داخل المؤسسة التعليمية بين مختلف الفاعلين وفق مسعى تشاركي، يتيح لهم فرص العمل الجماعي بهدف خدمة مشاريع المتعلمين:
- بين المؤسسة التعليمية ومحيطها: من خلال إتاحة الفرصة لمختلف الشركاء من آباء ومربين محليين وفعاليات اقتصادية ومهنية للمساهمة في سياسات التربية والتكوين.
- على المستويات المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية: من خلال الاتفاق على اختيارات مشتركة ينخرط فيها الجميع مع ترك هامش من الاستقلالية لكل مؤسسة تعليمية لتنفيذها انطلاقا من واقعها وإمكاناتها البشرية والمادية.
- وأخيرا مع منطق العصر المتسم بكثرة التحولات والتغيرات على جميع الأصعدة والمستويات.
مفهوم مشروع المؤسسة حسب القانون الإطار
الآلية العملية الضرورية لتنظيم وتفعيل مختلف العمليات التدبيرية والتربوية الهادفة إلى تحسين جودة التعلمات لجميع المتعلمين، والأداة الأساسية لأجرأة السياسات التربوية داخل كل مؤسسة للتربية والتكوين مع مراعاة خصوصياتها ومتطلبات انفتاحها على محيطها.
تحقيق مشروع المؤسسة يتطلب
- عمل جماعي منظم.
- وجود أهداف مشتركة ومعملة تصب في تجويد التعلمات.
- تجويد التعلمات لجميع المتعلمين بمختلف خصوصياتهم.
- تعبئة المحيط الداخلي والخارجي للمؤسسة.
- استحضار الإجراءات المتكاملة بالجودة واستثمار كل خبراتها في ارتباط مع مجالات التدخل في المؤسسة.
تحديد مفهوم المشروع الشخصي حسب المنظرين
المشروع الشخصي: عبارة عن خطة يتبناها الشخص لتحقيق أهداف محددة عن طريق توقعها وتوفير الوسائل اللازمة لبلوغها. إنه يمثل استباقياً/تهيئياً لنتيجة مستقبلية يستهدف منها الشخص تحقيق غاياته ومصالحه ورغباته وحاجاته. وبهذا، يبدو أن هذا المفهوم يتأسس على بعدين اثنين:
- الأول: زمني مستقبلي، يشير إلى الانفتاح على المستقبل لتحقيق هدف محدد من طريق تخيل الزمن القادم (تصور المستقبل) من خلال استباقه استناداً إلى الأعمال والأنشطة الممكنة والمتنظمة بشكل دقيق.
- الثاني: فردي ذاتي، يتجسد عبر اكتساب الفرد منظومة من الكفايات البيداغوجية والحياتية.
تحديد مفهوم المشروع الشخصي للمتعلم حسب القرار الوزاري
المشروع الشخصي للمتعلم هو "السيرة التي ينخرط فيها المتعلم من أجل تحديد هدف مهني يطمح إلى تحقيقه، وتحديد المسارات الدراسية والتكوينية المؤدية إليه، وخطة الشخصية لبلوغه، والخيارات البديلة في حالة تعذر أو الوصول إلى هذا المبتغى"
المادة 17 من القرار الوزاري رقم 19-0621 بتاريخ 7 أكتوبر 2019 بشأن التوجيه المدرسي والمهني والجامعي
مشروع شخصي = خطة + عمل + هدف مهني
الكفايات الصلبة
يستحضر هذا التصنيف كل الكفايات المستهدفة في النموذج البيداغوجي وهي كفايات تجيل على تنمية شخصية المتعلم وأخرى قابلة للاستثمار في التحول الاجتماعي، والتصرف في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية...
منهجية التشخيص الرباعي المعتمدة في مقاربة الأسئلة الفرعية
- مواطن القوة
- مكامن الضعف
- الفرص المتاحة
- المخاطر المحتملة
احترازات أساسية لدمج مشاريع القانون الإطار في مشروع المؤسسة
المجالات | المشاريع التربوية | كيفية الدمج |
---|---|---|
تكافؤ الفرص والإنصاف | التعليم الأولي | علاقة المشروع بتجويد التعلمات |
الارتقاء بالجودة | التربية الدامجة | امتدادات المشروع في المؤسسات |
الحكامة والتعبئة | الارتقاء باللغات | استحضار أهم المؤشرات الواردة في الإطار المنطقي |
... | ... | ... |
الأسئلة الموجهة للاشتغال
السؤال المركزي: كيف يمكن تحسين جودة التعلمات بمفهومها العام؟
الأسئلة الفرعية:
- نتعلم لنعرف (تطوير هوية بيداغوجية للمتعلمين)؟
- نتعلم لنعمل (تطوير هوية مهنية للمتعلمين)؟
- نتعلم لنكون (تطوير هوية نفسية للمتعلمين)؟
- نتعلم لنشارك الآخرين (تطوير هوية اجتماعية للمتعلمين)؟
عناصر الأسئلة الفرعية
- كيف يمكن تحسين التعلمات في بعدها البيداغوجي المعرفي (التعلم الذاتي / تملك الكفايات الأساسية المطلوبة في مختلف المواد الدراسية)؟
- كيف يمكن تحسين التعلمات في بعدها الوظيفي المهني (العمل الذاتي/التخطيط/الاستشراف/تدبير المسار/اتخاذ القرار)؟
- كيف يمكن تحسين التعلمات في بعدها النفسي الكيوني (إدارة الذات/التفوق في المجال/تحقيق الذات/المرونة)؟
- كيف يمكن تحسين التعلمات في بعدها الاجتماعي (الانفتاح/التكيف/الوساطة/الاندماج)؟
مشروع المؤسسة
- تعبئة المحيط الداخلي والخارجي للمؤسسة لتوفير بيئة مواكبة وداعمة لجودة التعلم.
- استحضار الإجراءات المتكاملة بالجودة واستثمار كل خبراتها في ارتباط مشروع المؤسسة مع المجالات الكيفية والدخل الاستراتيجية.
- تجديد التعلمات لجميع المتعلمين عبر تطوير المعارف والمهارات والكفايات المطلوبة في الأسلاك (بيداغوجية/مقاولاتية/نفسية واجتماعية/مهنية).
منهجية المشروع الشخصي للمتعلمين
- التشخيص
- الاستكشاف
- تحديد الأولويات
- البلورة
- التخصيص
- التصحيح
- الإنجاز
- الانتقال
التعلم مدى الحياة
كل نشاط يتم في لحظة من لحظات الحياة يهدف تطوير المعارف أو المهارات أو القدرات أو الكفايات في إطار مشروع شخصي أو مهني أو مجتمعي (القانون الإطار).
مفهوم الجودة
تمكين المتعلم من تحقيق كامل إمكاناته عبر أفضل تملك للكفايات المعرفية والتواصلية والعملية والعاطفية والوجدانية والإبداعية (القانون الإطار).
إرسال تعليق